كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 58 """"""
متى قهروك صاروا إلي ، فاجتمعوا على حرب المسلمين وطالت تلك الحروب ، فوجه المنصور عمر بن العلاء إلى طبرستان ، وهو الذي يقول فيه بشار :
إذا أيقظتك حروب العدا . . . فنبه لها عمراً ثم نم
وكان عالماً ببلاد طبرستان ، فأخذ الجنود وقصد الرويان ففتحها وأخذ قلعة الطاق وما فيها ، وطالت الحرب وألح خازم بالقتال ففتح طبرستان وقتل منهم وأكثر ، وصار الإصبهبذ إلى قلعته وطلب الأمان ، على أن يسلم القلعة وما فيها من الذخائر ، فكتب المهدي بذلك إلى المنصور ، فوجه المنصور صالحاً صاحب المصلى فأحصى ما في الحصن وانصرفوا ، ودخل الإصبهبذ بلاد جيلان من الديلم ، وأخذت ابنته وهي أم إبراهيم بن العباس بن محمد ، وقصدت الجنود المصمغان فظفروا به .
وفيها عزل زياد بن عبيد الله الحارثي عن مكة والمدينة والطائف ، واستعمل على المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسري في شهر رجب ، وعلى مكة والطائف الهيثم بن معاوية العتكي من أهل خراسان . وحج بالناس في هذه السنة صالح بن علي بن عبد الله بن عباس وهو يومئذ على الشام .
ودخلت سنة اثنتين وأربعين ومائة .
ذكر خلع عيينة بن موسى
في هذه السنة خلع عيينة بن موسى بن كعب بالسند وكان عاملاً عليها ، وسبب خلعه أن أباه كان يستخلف المسيب بن زهير على الشرط ، فلما مات موسى أقام المسيب على ما كان يلي من الشرط ، وخاف أن المنصور يحضر عيينة فيوليه ما كان إلى أبيه ، فكتب إليه بيت شعر ولم ينسب الكتاب إلى نفسه :
فأرضك أرضك إن تأتنا . . . تنم نومة ليس فيها حلم
فخلع الطاعة ، فلما بلغ المنصور الخبر سار بعسكره حتى نزل جسر البصرة ، ووجه عمر بن حفص بن أبي صفرة العتكي عاملاً على السند ، وأمره بمحاربة عيينة فسار وغلب على السند .

الصفحة 58