كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
ولبنة من ذهب ، فلقي أبا عكرمة الصادق ، وميسرة ، ومحمد بن خنيس ، وسالم الأعين ، وأبا يحيى مولى بني مسلمة ، فذكروا له أمر دعوة بني هاشم فقبل ذلك ، وأنفق ما معه عليهم ودخل إلى محمد بن علي ، فأقامه مقامه .
وفي سنة سبع ومائة : وجه بكير بن ماهان أبا عكرمة ومحمد بن خنيس وعمار العبادي وزيادا - خال الوليد بن الأزرق - في عدة من شيعتهم دعاة إلى خراسان ، فجاء رجل من كندة إلى أسد بن عبد الله القسري وهو أمير خراسان ، فوشى بهم فأتى بأبي عكرمة ومحمد بن خنيس وعامة أصحابه ، ونجا عمار ، فقطع أسد أيدي من ظفر به منهم وصلبه ، وأقبل عمار إلى بكير ابن ماهان فأخرجه ، فكتب إلى محمد بن علي بذلك ، فأجابه : الحمد لله الذي صدق دعوتكم ومقالتكم ، وقد بقيت منكم قتلى ستقتل . وقيل إن أول من قدم خراسان من دعاة بني العباس زياد أبو محمد مولى همدان .
وفي سنة تسع ومائة : بعثه محمد بن علي وقال له : انزل اليمن والطف مضر ، ونهاه عن رجل من نيسابور يقال له غالب ، فلما قدم دعا إلى بني العباس وذكر سيرة بني أمية وظلمهم ، وأطعم الناس الطعام ، وقدم عليه غالب وتناظرا في تفضيل آل علي وآل العباس ، وافترقا وأقام زياد بمرو شتوة يختلف إليه من أهلها يحيى بن عقيل الخزاعي وغيره ، فأخبر به أسد فدعاه وقال له : ما هذا الذي بلغني عنك ؟ قال : الباطل ، إنما قدمت في تجارة وقد فرقت مالي على الناس ، فإذا اجتمع خرجت ، فقال له أسد : اخرج عن بلادي ، فانصرف وعاد إلى أمره ، فرفع أمره إلى أسد وخوف جانبه ، فأحضره وقتله وقتل معه عشرة من أهل الكوفة ، ولم ينج منهم إلا غلامان استصغرهما وقيل - أمر بزياد أن يوسط بالسيف ، فضربوه فلم يعمل السيف فيه فكبر الناس ، فقال أسد : ما هذا ؟ فقالوا نبا السيف عنه ، ثم ضرب مرة أخرى فنبا عنه ، ثم ضرب الثالثة فقطعه باثنتين ، وعرض البراءة منه على أصحابه ، فمن تبرأ خلى سبيله ، فتبرأ اثنان فتركا ، وأبى البراءة ثمانية فقتلوا ، فلما كان الغد أقبل أحدهما إلى أسد ، فقال أسألك أن تلحقني بأصحابي فقتله ، وذلك قبل الأضحى بأربعة أيام من سنة تسع ومائة ، ثم قدم بعدهم رجل من أهل الكوفة يسمى كثيرا ، فنزل على أبي النجم وكان يأتيه الذين لقوا زياداً ، فكان على ذلك سنة أو سنتين وكان أمياً ، فقدم عليه خداش واسمه عمارة ، فغلب كثيراً على أمره . ويقال إن أول من أتى خراسان بكتاب محمد بن علي حرب بن عثمان مولى بني قيس بن ثعلبة ، من أهل بلخ والله تعالى أعلم .

الصفحة 6