كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 64 """"""
وفي سنة خمس وأربعين خرجت الترك والخزر بباب الأبواب فقتلوا من المسلمين بأرمينية جماعة كثيرة وحج بالناس السري بن عبد الله بن الحارث بن العباس . ودخلت سنة ست وأربعين ومائة .
في هذه السنة كملت عمارة بغداد ، وقد تقدم ذكر ذلك . وفيها عزل سلم بن قتيبة عن البصرة واستعمل عليها محمد بن سليمان ، وعزل عن المدينة عبد الله بن الربيع ، واستعمل عليها جعفر بن سليمان ، وعزل عن مكة السري بن عبد الله ، ووليها عبد الصمد بن علي . وحج بالناس في هذه السنة عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام .
ودخلت سنة سبع وأربعين ومائة .
في هذه السنة أغار استرخان الخوارزمي في جمع من الترك بناحية أرمينية ، فسبى من المسلمين وأهل الذمة خلقاً كثيراً ، ودخلوا تفليس ، وكان حرب بن عبد الله مقيماً بالموصل في ألفين من الجند لمكان الخوارج الذين بالجزيرة ، فسير المنصور لمحاربة الترك جبريل بن يحيى وحرب بن عبد الله ، فقاتلهم فقتل حرب وهزم جبريل بن يحيى ، وقتل خلق من أصحابه .
ذكر البيعة للمهدي وخلع عيسى بن موسى
في هذه السنة : كلم المنصور عيسى بن موسى في أن يخلع نفسه من ولاية العهد ، وتقدم للمهدي فامتنع من ذلك ، فاطرحه المنصور وحط من رتبته ، وقدم المهدي عليه في الجلوس ، وأذاه بأنواع الأذى وأهانه بأنواع الإهانة ، وآخر الأمر إن المنصور أمر الربيع أن يخنق عيسى بحمائل سيفه ، فخنقه وهو يستغيث : الله الله في دمي يا أمير المؤمنين ، والمنصور يقول : ازهق نفسه ، هذا بحضور أبيه موسى ، فقام أبوه عند ذلك وبايع للمهدي ، ثم جعل عيسى بن موسى بعده ، فقال الناس : هذا الذي كان غداً فأصبح بعد غد هذا أحد الأقوال في خلعه ، وقيل بل شهد عليه ثلاثون نفراً من شيعة المنصور ، أنه خلع نفسه وبايع للمهدي فأنكر ذلك ، فلم يسمع منه ، وقيل بل اشترى المنصور ولاية العهد منه بأحد عشر ألف ألف درهم ، وكانت مدة ولاية عيسى الكوفة ثلاث عشرة سنة ، وعزله المنصور واستعمل محمد بن سليمان .