كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 66 """"""
حسان إلى الرقة ومنها إلى البحر ، ودخل بلد السند ثم عاد إلى الموصل ، فخرج إليه الصقر أيضاً والحسن بن صالح بن حسان الهمداني وبلال القيسي والتقوا ، فانهزم الصقر وأسر الحسن بن صالح وبلال ، فقتل حسان بلالاً واستبقى الحسن لأنه من همدان ، ففارقه بعض أصحابه لهذا .
وفي هذه السنة استعمل الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي على أفريقية ، وبعث بعهده إليه بها ، وحج المنصور بالناس في هذه السنة . ودخلت سنة تسع وأربعين ومائة .
في هذه السنة غزا العباس بن محمد الصائفة أرض الروم ، ومعه الحسن بن قحطبة ومحمد بن الأشعث فمات محمد في الطريق وفيها استتم المنصور بناء سور بغداد وخندقها ، وفرغ من جميع أمورها وسار إلى حديثة الموصل وعاد . وحج بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس .
ودخلت سنة خمسين ومائة .
ذكر خروج استاذ سيس
في هذه السنة خرج استاذ سيس في أهل هراة وباذغيس وسجستان وغيرها من خراسان ، فكان - مما قيل - في ثلاثمائة ألف مقاتل فغلبوا على عامة خراسان وسار حتى التقى هو وأهل مرو الروذ وعليهم الأجثم المروروذي ، فاقتتلوا فقتل الأجثم ، وهزم استاذ سيس عدة من القواد ، فوجه المنصور خازم بن خزيمة لحربه وضم إليه القواد ، فسار خازم والتقوا واقتتلوا ، وكانت بينهم حروب آخرها أن استاذ سيس انهزم ، وأكثر المسلمون القتل في أصحابه ، فكان عدة من قتل سبعين ألفاً ، وأسروا أربعة عشر ألفاً ، ونجا استاذ سيس إلى جبل في نفر يسير ، فحصرهم خازم وقتل الأسرى ، ووافى أبو عون وابن سلم ، فنزل استاذ سيس على حكم أبي عون ، فحكم أن يوثق هو وبنوه وأهل بيته بالحديد ، وأن يعتق الباقون وهم ثلاثون ألفاً ، فأمضى خازم حكمه وكسى كل رجل ثوبين ، وقيل إن استاذ سيس ادعى النبوة وأظهر أصحابه الفسق وقطع السبيل ، وقيل إنه جد المأمون - أبو أمه مراجل .
وحج بالناس في هذه السنة عبد الصمد بن علي وهو عامل مكة .
ودخلت سنة إحدى وخمسين ومائة .
في هذه السنة عزل المنصور عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة