كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 68 """"""
في ذلك الجانب ، وتحول معه قطعة من جيشك ، فيصير ذلك بلداً وهذا بلداً ، فإن فسد عليك أولئك ضربتهم بهؤلاء ، وإن فسد هؤلاء ضربتهم بأولئك ، فقبل رأيه واستقام ملكه ، وبنى الرصافة وتولى ذلك صاحب المصلى . وحج بالناس محمد بن إبراهيم الإمام ، وهو عامل مكة والطائف . وفيها قتل معن بن زائدة الشيباني أمير سجستان ، بعد منصرفه من غزاة رتبيل وانصرافه إلى بست ، فاختفى بعض الخوارج في منزله ، ثم دخلوا عليه وهو يحتجم فقتلوه ، وشق أحدهم بطنه بخنجر ، وقال بعض من ضربه : أنا الغلام الطاقي ، والطاق رستاق بقرب زرنج ، فقتلهم يزيد بن مزيد فلم ينج منهم أحد ، وقام يزيد بأمر سجستان .
ودخلت سنة اثنتين وخمسين ومائة .
في هذه السنة غزا حميد بن قحطبة كابل ، وكان المنصور استعمله على خراسان سنة إحدى وخمسين ومائة . وغزا الصائفة عبد الوهاب بن إبراهيم ، وقيل أخوه محمد .
وحج بالناس في هذه السنة المنصور .
ودخلت سنة ثلاث وخمسين ومائة .
ذكر القبض على أبي أيوب المورياني الوزير وقتله
في هذه السنة قبض المنصور على أبي أيوب المورياني وعلى أخيه وبني أخيه ، وكان قد سعى بهم كاتبه إبان بن صدقة ، وقيل : كان سبب قبضه أن المنصور في دولة بني أمية ورد الموصل ، وأقام بها مستتراً ، وتزوج امرأة من الأزد فحملت منه ، ثم فارق الموصل وأعطاها تذكرة ، وقال لها إذا سمعت بدولة بني هاشم فأرسلي هذه التذكرة إلى صاحب الأمر فهو يعرفها ، فوضعت المرأة ولداً سمته جعفراً ، فنشأ وتعلم الكتابة وما يحتاج إليه الكاتب ، وولي المنصور الخلافة فقدم جعفر إلى بغداد واتصل بأبي أيوب ، فجعله كاتباً - بالديوان فطلب المنصور يوماً من أبي أيوب كاتباً - يكتب له شيئاً ، فأرسل إليه جعفراً ، فلما رآه المنصور مال إليه وأحبه ، فأمره بالكتابة فرآه ماهراً حاذقاً ، فسأله : من أين هو ؟ ومن أبوه ؟ فذكر له الحال وأراه التذكرة فعرفها ، فصار

الصفحة 68