كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
ليغموه على الناس ، ودفن في غيرها ، ونزل في قبره عيسى بن علي ، وعيسى بن محمد ، والعباس بن محمد والربيع والريان مولياه ويقطين ، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة ، وقيل أربعاً وستين سنة ، وقيل ثمانياً وستين . وكانت مدة خلافته اثنتين وعشرين سنة إلا سبعة أيام . وكان أسمر نحيفاً خفيف العارضين . أولاده : محمد المهدي وجعفر الأكبر أمهما أروى بنت منصور أخت يزيد بن منصور الحميري ، وكانت تكنى أم موسى ، ومات جعفر قبل المنصور ، ومنهم سليمان وعيسى ويعقوب أمهم فاطمة بنت محمد من ولد طلحة بن عبيد الله ، وجعفر الأصغر أمه أم ولد كردية ، وصالح المسكين وأمه أم ولد رومية ، والقاسم مات قبل المنصور وله عشر سنين أمه أم ولد تعرف بأم القاسم والعالية أمها امرأة من بني أمية - هذا ما نقله ابن الأثير ، قال غيره وعبد العزيز والعباس . وزراؤه : أبو عطية الباهلي ثم أبو أيوب المورياني ثم الربيع مولاه ، ووزر له : خالد بن برمك مدة يسيرة . قضاته : عبد الله بن محمد بن صفوان ، وشريك بن عبد الله ، والحسن بن عمار ، والحجاج بن أرطاة ، وقيل إن يحيى بن سعيد وأبا عثمان التميمي قضيا في أيامه . حجابه : الربيع مولاه قبل أن يستوزره ، ثم عيسى مولاه ، ثم أبو الخصيب مولاه .
الأمراء بمصر : صالح بن علي واستخلف أبا عون عبد الملك بن يزيد ، ثم نقل المنصور صالحاً إلى الجزيرة ، وأمر على مصر موسى بن كعب ثم صرفه ، وولى محمد بن الأشعث الخزاعي ثم عزله ، وولى حميد بن قحطبة ، ثم يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة ، وولى عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج فتوفي ، فأمر عليها أخاه محمد بن عبد الرحمن فتوفي فوليها موسى بن علي بن رباح . القضاة بها : في أيام المنصور غوث بن سليمان ، ثم سار مع صالح بن علي فولى أبو خالد يزيد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بلال ، ثم عاد غوث إليها ، ثم صرفه يزيد بن حاتم وولى أبا خزيمة إبراهيم بن يزيد الرعيني ، ثم وليها أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان الحضرمي من قبل المنصور ، وهو أول قاض خرج لنظر هلال شهر رمضان .
ذكر شيء من سيرة أبي جعفر المنصور
قال سلام الأبرش : كنت أخدم المنصور وكان من أحسن الناس خلقاً ما لم يخرج إلى الناس ، وأشد احتمالاً لما يكون من عبث الصبيان ، فإذا لبس ثوبه أربد لونه واحمرت عيناه . قال : وقال لي يوماً : إذا رأيتني لبست ثيابي أو رجعت من مجلسي

الصفحة 74