كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 79 """"""
من الكسوة فنزعها ، وكانت كسوة هشام بن عبد الملك من الديباج الثخين ، وما قبلها من عمل اليمن ، قال : وطلى جدرانها بالمسك والعنبر ، وكانت الكعبة في جانب المسجد لم تكن متوسطة ، فهدم حيطان المسجد وزاد فيه زيادات ، واشترى الدور والمنازل حتى صارت الكعبة في الوسط على ما هي عليه الآن ، وحمل من مصر إلى المسجد الحرام أربعمائة وثمانين أسطوانة ، وصير فيه أربعمائة طاق وثمانية وتسعين طاقاً ، وجعل له ثلاثاً وعشرين باباً ، وجعل سلاسل قناديله ذهباً ، وجعل ذرعه مكسراً مائة ألف وعشرين ألف ذراع ، وقسم مالاً عظيماً كان معه من العراق ، مبلغه ثلاثون ألف ألف درهم ، ووصل إليه من مصر ثلاثمائة ألف دينار ، ومن اليمن مائتا ألف درهم ، ففرق ذلك كله وفرق مائة ألف ثوب وخمسين ألف ثوب ، ووسع مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وألبس خارج القبر المقدس الرخام ، وأخذ خمسمائة من الأنصار يكونون حرساً له بالعراق ، وأقطعهم بالعراق وأجرى عليهم الأرزاق . وحمل إليه محمد بن سليمان الثلج إلى مكة ، وهو أول خليفة حمل إليه الثلج إلى مكة .
ودخلت سنة إحدى وستين ومائة .
في هذه السنة : أمر المهدي ببناء القصور بطريق مكة ، وأمر باتخذ المصانع في كل منهل ، وبتجديد الأموال والبرك وحفر الركايا ، وولى ذلك يقطين بن موسى ، وأمر بالزيادة في مسجد البصرة ، وأمر بتقصير المنابر في البلاد ، وجعلها بمقدار منبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . وحج بالناس في هذه السنة موسى الهادي ولي العهد .
ودخلت سنة اثنتين وستين ومائة .
ذكر قتل عبد السلام الخارجي
في هذه السنة : قتل عبد السلام بن هاشم اليشكري بقنسرين ، وكان قد خرج بالجزيرة فاشتدت شوكته وكثر أتباعه ، فلقيه عدة من قواد المهدي فيهم عيسى بن موسى القائد ، فقتله في عدة ممن معه وهزم جماعة من القواد - وفيهم شبيب بن واج المروروذي ، فندب المهدي إلى شبيب ألف فارس ، وأعطى كل رجل منهم ألف درهم معونة ، فوافوا شبيباً فخرج بهم في طلب عبد السلام ، فهرب عبد السلام منه فأدركه بقنسرين فقاتله بها فقتله .