كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 80 """"""
وفيها وضع المهدي ديوان الأزمة ، وولى عليها عمر بن بزيع مولاه . وأجرى المهدي على المجذمين وأهل السجون في جميع الآفاق الأرزاق . ودخلت سنة ثلاث وستين ومائة .
في هذه السنة : تجهز المهدي لغزو الروم فجمع الأجناد من خراسان وغيرها ، وسار على الموصل والجزيرة وعبر الفرات إلى حلب ، وأرسل وهو بحلب فجمع الزنادقة بتلك البلاد فقتلهم وقطع كتبهم . وسار عنها مشيعاً لابنه هارون حتى جاز الدرب وبلغ جيحان ، وسار هارون بالعساكر فنازل حصن سمالو فحصره ثمانية وثلاثين يوماً ، ونصب عليه المجانيق ففتحه بالأمان وفتح فتوحاً كثيرة .
وفيها ولى المهدي ابنه هارون المغرب كله وأذربيجان وأرمينية ، وجعل كاتبه على الخراج ثابت بن موسى ، وعلى رسائله يحيى بن خالد بن برمك . وحج بالناس في هذه السنة علي بن المهدي .
ودخلت سنة أربع وستين ومائة .
في هذه السنة سار المهدي ليحج فلما بلغ العقبة رأى قلة الماء وحم فرجع ، وسير أخاه صالحاً ليحج بالناس ، ولحق الناس عطش شديد حتى كادوا يهلكون .
ودخلت سنة خمس وستين ومائة .
في هذه السنة : سير المهدي ابنه الرشيد لغزو الروم في خمسة وتسعين ألفاً وتسعمائة وثلاثة وتسعين رجلاً ومعه الربيع ، فوعك الرشيد في بلاد الروم ، ولقيه عسكر نقيطا قومس القوامسة ، فبارزه يزيد بن مزيد الشيباني فأثخنه يزيد ، وانهزمت الروم وغلب المسلمون على معسكرهم ، وساروا إلى الدمستق وهو صاحب المسالح ، فحمل لهم مائة ألف دينار وثلاثة وتسعين ألفاً وأربعمائة وخمسين ديناراً ،

الصفحة 80