كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 81 """"""
ومن الورق أحداً وعشرين ألف ألف درهم وأربعة عشر ألفاً وثمانمائة درهم ، وسار الرشيد حتى بلغ خليج القسطنطينية ، والروم يومئذ بيد أغسطه - امرأة إليون - لصغر ابنها ، فجرى الصلح بينها وبين الرشيد على الفدية ، وأن تقيم له الأدلاء والأسواق في الطرق ، وذلك لأنه دخل مدخلاً ضيقاً مخوفاً ، فأجابته إلى ذلك ، ومقدار الفدية سبعون ألف دينار في كل سنة ، ورجع عنها ، وكانت الفدية ثلاث سنين ، وكان مقدار ما غنم المسلمون إلى أن اصطلحوا خمسة آلاف رأس وستمائة وثلاثة وأربعين رأساً ، ومن الدواب الذلل بأدواتها عشرين ألف رأس ، وذبح من البقر والغنم مائة ألف رأس ، وقتل من الروم في الوقائع كلها أربعة وخمسون ألفاً ، وقتل من الأسارى صبراً ألفان وتسعون أسيراً .
وحج بالناس في هذه السنة صالح بن المنصور .
ودخلت سنة ست وستين ومائة .
في هذه السنة : أخذ المهدي البيعة لولده هارون بولاية العهد بعد أخيه موسى الهادي ، ولقب الرشيد ، وفيها سخط المهدي على وزيره يعقوب بن داود وقبض عليه .
قال : وكان أول أمرهم أن داود بن طهمان وهو أبو يعقوب ، وكان يكتب لنصر بن سيار - وهو وإخوته ، فلما كان أيام يحيى بن زيد كان داود يعلمه ما يسمع من نصر ، فلما طالب أبو مسلم الخراساني بدم يحيى بن زيد أتاه داود فأمنه أبو مسلم في نفسه ، وأخذ ماله الذي كان قد استفاده أيام نصر ، فلما مات داود خرج أولاده أهل أدب وعلم ، ولم تكن لهم عند بني العباس منزلة ، ولم يطمعوا في خدمتهم لحال أبيهم من كتابة نصر ، وأظهروا مقالة الزيدية ودنوا من آل الحسين وطمعوا أن تكون لهم دولة ، وكان داود يصحب إبراهيم بن عبد الله ، وخرج معه في عدة من أصحابه ، فلما قتل إبراهيم طلبهم المنصور ، فأخذ يعقوب وعلياً فحبسهما ، فلما ولي المهدي أطلقهما فيمن أطلق ، فاتصل يعقوب بالمهدي بالسعاية بآل علي ، ولم يزل يرتفع حتى استوزره ، وكان المهدي يقول : وصف لي يعقوب في منامي فقيل لي استوزره فلما رأيته رأيت الخلقة التي وصفت لي فاتخذته وزيراً .
فلما ولي الوزارة أرسل إلى الزيدية فجمعهم وولاهم أمور الخلافة في الشرق والغرب ، ولذلك قال بشار :
بنو أمية هبوا طال نومكم . . . إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا . . . خليفة الله بين الناي والعود