كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 82 """"""
فحسده موالي المهدي وسعوا به ، وقالوا : إن الشرق والغرب في يد يعقوب وأصحابه ، ولو كتب إليهم لوثبوا في يوم واحد وأخذوا الدنيا ، فملأ ذلك قلب المهدي فقبض عليه ، بعد القرب منه والاختصاص به والتمكن من دولته .
وفيها أمر المهدي بإقامة البريد بين مكة والمدينة واليمن ، ولم يكن قبل ذلك . وحج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن يحيى .
ودخلت سنة سبع وستين ومائة . في هذه السنة : توفي موسى بن عيسى بالكوفة ، وفيها أمر المهدي بالزيادة في المسجد الحرام ومسجد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدخلت فيهما دور كثيرة ، وكان المتولي للبناء يقطين بن موسى ، فبقي البناء إلى أن توفي المهدي .
وحج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس - وهو على المدينة ، ثم توفي بعد فراغه من الحج بأيام وتولى مكانه إسحاق بن عيسى بن علي .
وفيها أفسد العرب في بادية البصرة بين اليمامة والبحرين . وقطعوا الطريق وتركوا الصلاة وانتهكوا المحارم ، فأرسل المهدي إليهم جيشاً فقاتلوهم ، فكان الظفر للعرب وقتلوا عامة العسكر ، فقويت وزاد شرهم .
ودخلت سنة ثمن وستين ومائة .
في هذه السنة : خرج بأرض الموصل خارجي اسمه ياسين من بني تميم ، فخرج إليه عسكر الموصل فهزمهم ، وغلب على أكثر ديار ربيعة والجزيرة ، فوجه إليه المهدي أبا هريرة محمد بن فروخ وهرثمة بن أعين مولى بني ضبة فحارباه ، فصبر لهما حتى قتل عدة من أصحابه وانهزم الباقون .
وفيها في شهر رمضان نقض الروم الصلح ، الذي كان بينهم وبين المسلمين قبل انقضاء مدة الهدنة بأربعة أشهر ، فوجه علي بن سليمان وهو على الجزيرة وقنسرين يزيد بن البطال في خيل فغنموا وظفروا .
وحج بالناس في هذه السنة علي بن المهدي .