كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 85 """"""
قال بعض المؤرخين : والمهدي أول من مشي بين يديه بالسيوف المصلتة والقسي والنشاب والعمد ، وأول من لعب بالصوالجة في الإسلام ، وله من الآثار الحسنة في عمارة المسجد الحرام ومسجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والاهتمام بذلك ما قدمنا ذكره .
ذكر خلافة الهادي
هو أبو محمد موسى بن أبي عبد الله محمد المهدي بن أبي جعفر عبد الله المنصور ، وأمه الخيزران مولدة وهي بنت عطاء مولى أبيه وهي أم الخلفاء ، وهو الرابع من الخلفاء العباسيين ، بويع له في يوم وفاة أبيه - وهو يوم الخميس لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة ، وهو إذ ذاك مقيم بجرجان يحارب أهل طبرستان ، فبايع الرشيد للهادي وكتب إلى الآفاق بذلك ورد العسكر إلى بغداد ، وسار نصير الوصيف إلى الهادي بجرجان بالخبر ، فنادى بالرحيل وركب على البريد مجداً فبلغ بغداد في عشرين يوماً ، ولما قدم استوزر الربيع فهلك الربيع في هذه السنة ، واشتد طلب الهادي للزنادقة في هذه السنة فقتل منهم جماعة ، منهم علي بن يقطين وقتل أيضاً يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان سبب قتله أنه أتي به إلى المهدي فأقر بالزندقة ، فقال : أم والله ، لولا أني جعلت على نفسي ألا أقتل هاشمياً لقتلتك ، ثم قال للهادي : أقسمت عليك إن وليت هذا الأمر لتقتلنه ، ثم حبسه ، فلما مات المهدي قتله الهادي . وكان أيضاً قد عهد إليه بقتل ولد لداود بن علي بن عبد الله بن عباس وكان زنديقاً ، فمات في حبس المهدي ، قال ابن الأثير : ولما قتل يعقوب أدخل أولاده على الهادي ، فأقرت ابنته فاطمة أنها حبلى من أبيها فخوفت فماتت من الفزع .
ذكر ظهور الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
قال : وظهر في هذه السنة في جماعة من الطالبيين ، وانتهبوا بيت المال ، ثم قصد الحسين مكة فبعث إليه الهادي محمد بن سليمان بن علي ، فأدركه بفخ على فرسخ من مكة ، فالتقوا واقتتلوا فقتل الحسين ، وحمل رأسه إلى الهادي على ما نذكره في أخبارهم إن شاء الله . وحج بالناس في هذه السنة سليمان بن منصور .

الصفحة 85