كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 88 """"""
وكان نقش خاتمه : الله ربي . وزراؤه : الربيع بن يونس ثم عمر بن بزيع . حاجبه : الفضل بن الربيع قضاته : أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بالجانب الغربي ، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي بالجانب الشرقي . الأمير بمصر علي بن سليمان بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس . قاضيها أبو الطاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم والله تعالى أعلم .
ذكر خلافة هارون الرشيد
هو أبو محمد هارون وقيل أبو جعفر بن أبي عبد الله محمد المهدي بن أبي جعفر عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، وأمه الخيزران أم أخيه الهادي ، وهو الخامس من الخلفاء العباسيين ، بويع له بالخلافة يوم وفاة أخيه الهادي .
قال : ولما مات الهادي كان يحيى بن خالد بن برمك محبوساً ، وقد عزم الهادي على قتله ، فجاء هرثمة بن أعين إلى الرشيد وأخرجه وأجلسه للخلافة ، فأرسل الرشيد إلى يحيى وأخرجه من الحبس واستوزره ، وقيل لما مات الهادي جاء يحيى بن خالد إلى الرشيد وهو نائم في فراشه ، فقال له : قم يا أمير المؤمنين ، فقال : كم تروعني إعجاباً منك بخلافتي فكيف يكون حالي مع الهادي إن بلغه هذا ؟ فأعلمه بموته وأعطاه خاتمه . وأنشئت الكتب بوفاة الهادي وخلافة الرشيد . قال : ولما مات الهادي هجم خزيمة بن خازم على جعفر بن الهادي ، وأخذه من فراشه وقال له : لتخلعنها أو لأضربن عنقك ، فأجاب إلى الخلع ، وركب خزيمة من الغد وأظهر جعفراً للناس ، فأشهدهم بالخلع وأحل الناس من بيعته ، فحظى بها خزيمة عند الرشيد .
وفيها أفرد الرشيد الثغور كلها عن الجزيرة وقنسرين ، وجعلها حيزاً واحداً وسميت العواصم ، وأمر بعمارة طرسوس على يد فرج الخادم التركي ونزلها الناس ، وحج بالناس الرشيد وقسم بالحرمين عطاء كثيراً .
ودخلت سنة إحدى وسبعين ومائة .
في هذه السنة خرج الصحصح الخارجي بالجزيرة وهزم عسكرها ، وسار إلى الموصل فقاتله عسكرها ، فقتل منهم خلقاً كثيراً ورجع إلى الجزيرة ، فغلب على ديار ربيعة ، وعزل الرشيد أبا هريرة عن الجزيرة وأحضره إلى بغداد وقتله .
وحج بالناس في هذه السنة عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس .