كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 89 """"""
ودخلت سنة اثنين وسبعين ومائة .
كان في هذه السنة من الحوادث ببلاد الأندلس ما نذكره في أخبار بني أمية - ملوك الأندلس ، وحج بالناس يعقوب بن المنصور .
ودخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة .
في هذه السنة توفي محمد بن سليمان بن علي بالبصرة ، فأرسل الرشيد من قبض تركته ، فحمل منها ما يصلح للخلافة فكان جملة ما أخذ منها ستين ألف ألف . وفيها ماتت الخيزران أم الرشيد ، فحمل الرشيد جنازتها ودفنها في مقابر قريش ، ولما فرغ من جنازتها أخذ الخاتم من جعفر بن يحيى بن خالد وأعطاه للفضل بن الربيع . وحج الرشيد في هذه السنة بالناس وأحرم من بغداد .
ودخلت سنة أربع وسبعين ومائة .
في هذه السنة حج الرشيد فقسم أموالاً كثيرة في الناس . وفيها استقضى الرشيد يوسف بن أبي يوسف في حياة أبيه .
ودخلت سنة خمس وسبعين ومائة .
في هذه السنة عقد الرشيد لابنه محمد بن زبيدة بولاية العهد . ولقبه الأمين وعمره خمس سنين . وحج الرشيد في هذه السنة بالناس .
ودخلت سنة ست وسبعين ومائة .
ذكر ظهور يحيى بن عبد الله
في هذه السنة ظهر يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالديلم ، واشتدت شوكته وكثرت جموعه وأتاه الناس من الأمصار ، فأهم الرشيد أمره فندب الفضل بن يحيى في خمسين ألفاً ، وولاه جرجان وطبرستان والري وغيرها وحمل معه الأموال . فكتب إلى يحيى بن عبد الله ولاطفه وبسط أمله وحذره . ونزل الفضل بالطالقان ووالى كتبه إلى يحيى ، وكاتب صاحب الديلم وبذل له ألف ألف درهم على أن يسهل له خروج يحيى ، فأجاب يحيى إلى الصلح على أن يكتب الرشيد أمانه بخطه ، ويشهد عليه فيه القضاة والفقهاء وجلة بني هاشم ومشايخهم . فأجاب الرشيد إلى ذلك وبعث له بالأمان وبعث بهدايا وتحف ، فقدم يحيى مع الفضل إلى بغداد ، فلقيه الرشيد بكل ما أحب وأمر له بمال كثير . ثم حبسه الرشيد فمات في الحبس .