كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
وقيل إنه كان لبعض أهل هراة بوشنج شيخ ، فقدم مولاه على إبراهيم الإمام وأبو مسلم معه ، فأعجبه فابتاعه منه وأعتقه ، ومكث عنده عدة سنين ، وكان يتردد بكتب إلى خراسان على حمار له بإكاف ، ثم ولاه إبراهيم أمر الشيعة بخراسان على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وفي سنة أربع وعشرين ومائة : مات محمد بن علي بن عبد الله بن عباس في قول بعضهم ، وأوصى إلى ابنه إبراهيم بالقيام بأمر الدعوة ، وقيل بل مات في سنة خمس وعشرين ومائة في ذي القعدة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة .
وفي سنة ست وعشرين ومائة : وجه إبراهيم بن محمد الإمام أبا هاشم بكير بن ماهان إلى خراسان ، فقدم مرو وجمع النقباء والدعاة ونعى لهم محمد بن علي ، ودعاهم إلى ابنه إبراهيم ودفع إليهم كتابه فقبلوه ، ودفعوا له ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة ، فقدم بها بكير على إبراهيم .
وفي سبع وعشرين ومائة : توجه سليمان بن كثير ، ولاهز بن قريظ ، وقحطبة إلى مكة فلقوا إبراهيم الإمام بها ، وأوصلوا إلى مولى له عشرين ألف دينار ومائتي ألف درهم ومسكاً ومتاعاً ، وكان معهم أبو مسلم .
وفيها كتب بكير بن ماهان إلى إبراهيم بن محمد الإمام يخبره أنه في الموت ، وأنه قد استخلف أبا سلمة حفص بن ماهان وهو رضىً للأمر ، فكتب إبراهيم إلى أبي سلمة يأمره بالقيام بأمر أصحابه ، وكتب إلى أهل خراسان يخبرهم أنه قد أسند أمرهم إليه ، ومضى أبو سلمة إليهم فقبلوا أمره ، ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة وخمس أموالهم .
ذكر ولاية أبي مسلم عبد الرحمن ابن مسلم الخراساني أمر الشيعة
قال وفي سنة ثمان وعشرين ومائة : وجه إبراهيم بن محمد الإمام أبا مسلم الخراساني إلى خراسان وعمره تسع عشرة سنة ، وكتب إلى أصحابه : إني قد أمرته بأمري ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فإني قد أمرته على خراسان وما غلب عليه بعد ذلك ، فأتاهم فلم يقبلوا قوله ، وخرجوا فالتقوا بمكة عند إبراهيم الإمام ، فأعلمه أبو مسلم أنهم لم ينفذوا كتابه وأمره ، فقال إبراهيم : هل عرضت هذا الأمر على غير واحد فأبوه علي ؟ وكان قد عرضه على سليمان بن كثير ، فقال : لا ألى على اثنين أبدا ، ثم

الصفحة 9