كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 90 """"""
ذكرالفتنة بدمشق
في هذه السنة هاجت الفتنة بدمشق بين المضرية واليمانية ، وكان رأس المضرية أبو الهيذام عامر بن عمارة بن خريم الناعم ، وكان سبب الفتنة أن غلاماً للرشيد بسجستان قتل أخاً لأبي الهيذام ، فخرج أخوه بالشام غضباً له ، وجمع جمعاً عظيماً ورثاه فقال :
سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا . . . فإن بها ما يدرك الطالب الوترا
ولسنا كمن ينعى أخاه بعبرة . . . يعصرها من ماء مقلته عصرا
وإنا أناس ما تفيض دموعنا . . . على هالك منا وإن قصم الظهرا
ولكنني أشفي الفؤاد بغارة . . . ألهب في قطرى كتائبها جمرا
ثم إن الرشيد احتال عليه بأخ له . وكتب إليه وأرغبه فشد عليه وكتفه . وأتى به الرشيد فمن عليه وأطلقه . وقيل في هياج هذه الفتنة غير هذا والله أعلم .
وفيها خرج الفضل الخارجي بنواحي نصيبين . وأخذ من أهلها مالاً . وسار إلى دارا وآمد وأرزن فأخذ منهم مالاً . وفعل كذلك بخلاط ثم عاد إلى نصيبين . وأتى الموصل فخرج إليه عسكرها فهزمهم على الزاب . ثم عادوا لقتاله فقتل الفضل وأصحابه .
ودخلت سنة سبع وسبعين ومائة .
ذكر الفتنة بالموصل
في هذه السنة خالف العطاف بن سفيان الأزدي على الرشيد . وكان من فرستم أهل الموصل . واجتمع عليه أربعة آلاف رجل وجبى الخراج . وكان عامل الرشيد على الموصل محمد بن العباس الهاشمي . وقيل عبد الملك بن صالح . والعطاف غالب على الأمر كله وهو يجبي الخراج . وأقام على ذلك سنتين ، حتى خرج الرشيد إلى الموصل فهدم سورها بسببه .