كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 91 """"""
وفيها عزل الرشيد حمزة بن مالك عن خراسان . واستعمل عليها الفضل بن يحيى بن خالد - مضافاً إلى ما كان بيده من الأعمال وهو الري وسجستان وغيرهما . وحج بالناس في هذه السنة الرشيد .
ودخلت سنة ثمان وسبعين ومائة .
ذكر الفتنة بمصر
في هذه السنة وثبت الحوفية بمصر بعاملهم إسحاق بن سليمان ، وقاتلوه فأمده الرشيد بهرثمة بن أعين - وكان عامل فلسطين . فقاتلوا الحوفية - وهم قيس وقضاعة - فأذعنوا بالطاعة وأدوا ما عليهم للسلطان . فعزل الرشيد إسحاق واستعمل عليها هرثمة . ثم عزله واستعمل عليها عبد الملك بن صالح .
ذكر خروج الوليد بن طريف
في هذه السنة خرج الوليد بن طريف التغلبي الخارجي بالجزيرة . ففتك بإبراهيم بن خازم بن خزيمة بنصيبين . ثم قويت شوكة الوليد . فرحل إلى أرمينية وحصر خلاط عشرين يوماً . ففدوا أنفسهم منه بثلاثين ألفاً . ثم سار إلى أذربيحان ثم إلى حلوان وأرض السواد . ثم عبر إلى غربي دجلة وقصد مدينة بلد - فافتدوا منه بمائة ألف . وعاث في أرض الجزيرة . فسير إليه الرشيد يزيد بن مزيد بن زائدة - وهو ابن أخي معن بن زائدة الشيباني . فقال الوليد :
ستعلم يا يزيد إذا التقينا . . . بشط الزاب أي فتى يكون
ثم التقوا واقتتلوا قتالاً شديداً فقتل الوليد . فقال بعض الشعراء :
وائل بعضهم يقتل بعضاً . . . لا يفل الحديد إلا الحديد
قال : ولما قتل الوليد صحبتهم أخته ليلى بنت طريف مستعدة عليها الدرع . فجعلت تحمل على الناس فعرفت . فقال يزيد : دعوها . وخرج إليها فضرب قطاة فرسها بالرمح . ثم قال : اغربي غرب الله عليك فقد فضحت

الصفحة 91