كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 92 """"""
العشيرة . فاستحيت وانصرفت . ورثته أخته ليلى بقصيدتها المشهورة التي تقول فيها :
فيا شجر الخابور مالك مورقاً . . . كأنك لم تجزع على ابن طريف فتى لا يريد الزاد إلا من التقى . . . ولا المال إلا من قنا وسيوف
وفيها فوض الرشيد أمر دولته كلها إلى خالد بن يحيى البرمكي . وحج بالناس في هذه السنة محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي .
ودخلت سنة تسع وسبعين ومائة .
في هذه السنة اعتمر الرشيد في شهر رمضان شكراً لله تعالى على قتل الوليد بن طريف ، وعاد إلى المدينة فأقام بها إلى وقت الحج . وحج بالناس ومشى من مكة إلى عرفات . وشهد المشاعر كلها ماشياً . ورجع على طريق البصرة . وفيها مات الإمام مالك بن أنس الأصبحي رضي الله عنه ورحمه ، وكانت وفاته بالمدينة وله تسعون سنة .
ودخلت سنة ثمانين ومائة .
ذكر ولاية علي بن عيسى خراسان - وخبر حمزة الخارجي
في هذه السنة عزل الرشيد منصور بن يزيد عن خراسان . واستعمل عليها جعفر بن يحيى ثم عزله بعد عشرين يوماً . واستعمل عليها علي بن عيسى بن ماهان فوليها عشر سنين . وفي ولايته خرج حمزة بن أترك الخارجي ، فجاء إلى بوشنج فخرج إليه عمرويه بن يزيد الأزدي . وكان على هراة في ستة آلاف ، فقاتله فهزمه حمزة وقتل من أصحابه جماعة ، ومات عمرويه في الزحام ، فوجه إليه علي بن عيسى ابنه الحسين في عشرة آلاف ، فلم يحارب حمزة فعزله وسير ابنه عيسى بن علي ، فقاتل حمزة مرة بعد أخرى ، وكان حمزة بنيسابور فانهزم حمزة وقتل أصحابه وبقي في أربعين رجلاً ، فقصد قهستان فأرسل عيسى إلى القرى التي كان أهلها يعينون الخوارج ، فأحرقها وقتل الخوارج حتى انتهى إلى زرنج ، فقتل ثلاثين ألفاً ورجع ،