كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 93 """"""
وخلف بزرنج عبد الله بن العباس . فجبى الأموال وسار بها فلقيه حمزة وقاتله ، فصبر عبد الله وانهزم حمزة ، وقتل كثير من أصحابه واختفى هو ومن سلم من أصحابه في الكروم . ثم سار في القرى يقتل ولا يبقي على أحد ، وكان علي بن عيسى قد استعمل طاهر بن الحسين على بوشنج ، فسار إليه حمزة واتنهى إلى مكتب فيه ثلاثون غلاماً فقتلهم وقتل معلمهم . وبلغ طاهر الخبر فأتى قرية فيها قعد الخوارج . وهم الذين لا يقاتلون ولا ديوان لهم . فقتلهم طاهر وأخذ أموالهم . فكتب العقد إلى حمزة بالكف فكف ، ووادعهم وأمن الناس مدة . وكانت بينه وبين أصحاب علي بن عيسى حروب كثيرة .
وحج بالناس في هذه السنة موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي .
ودخلت سنة إحدى وثمانين ومائة .
في هذه السنة غزا الرشيد أرض الروم فافتتح حصن الصفصاف . وغزا عبد الملك بن صالح الروم فبلغ أنقرة . وافتتح مطمورة . وفيها أحدث الرشيد في صدور الكتب الصلاة على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . وحج بالناس الرشيد .
ودخلت سنة اثنتين وثمانين ومائة .
في هذه السنة بايع الرشيد لابنه عبد الله المأمون بولاية العهد بعد الأمين ، وولاه خراسان وما يتصل بها إلى همذان ولقبه المأمون ، وسلمه إلى جعفر بن يحيى . وفيها غزا الصائفة عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح فبلغ دفسوس مدينة أصحاب الكهف . وحج بالناس هذه السنة موسى بن عيسى بن موسى .
ودخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة .
في هذه السنة خرج الخزر من باب الأبواب ، فأوقعوا بالمسلمين وأهل الذمة وسبوا أكثر من مائة ألف . وانتهكوا أمراً عظيماً لم يسمع مثله ، وكان سبب ذلك أن ابنة خاقان ملك الخزر ، كانت حملت في سنة اثنتين وثمانين ومائة إلى الفضل بن يحيى ، فلما بلغت برذعة ماتت ، فرجع من معها إلى أبيها وأخبروه أنها قتلت غيلة