كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)
"""""" صفحة رقم 94 """"""
فجهز العساكر إلى بلاد الإسلام ففعلوا ذلك ، وقيل في سبب خروجهم أن سعيد بن سلم قتل المنجم السلمي ، فدخل ابنه الخزر واستجاشهم على سعيد ، فخرجوا ودخلوا أرمينية من الثلمة فانهزم سعيد ، وأقاموا نحو سبعين يوماً فوجه الرشيد خزيمة بن خازم ويزيد بن مزيد ، فأصحلوا ما أفسد سعيد ، وأخرجوا الخزر وسدوا الثلمة .
وفيها خرج بنسا من خراسان أبو الخصيب وهيب بن عبد الله النسائي ، فاستقدم الرشيد علي بن عيسى ثم رده من قبل المأمون ، وأمره بحرب أبي الخصيب . وفيها توفي موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ببغداد في حبس الرشيد ، وكان سبب حبسه أن الرشيد اعتمر في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة ، فلما عاد إلى مدينة دخل إلى قبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ومعه الناس ، فلما انتهى إلى القبر الشريف وقف ، فقال : السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم ، قال ذلك افتخاراً على من حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبت . فتغير وجه الرشيد وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن جدا ، ثم أخذه معه إلى العراق فحبسه عند السندي بن شاهك حتى مات . وكان رجلاً صالحاً خيراً ديناً يقوم الليل كله ، وهو الملقب بالكاظم - لقب بذلك لإحسانه لمن أساء إليه .
وحج بالناس في هذه السنة العباس بن الهادي .
ودخلت سنة أربع وثمانين ومائة .
في هذه السنة طلب أبو الخصيب النسائي الأمان ، فأمنه علي بن عيسى بن ماهان . وحج بالناس إبراهيم بن محمد بن عبد الله .
ودخلت سنة خمس وثمانين ومائة .
في هذه السنة قتل أهل طبرستان واليها مهرويه الرازي ، فولى الرشيد عبد الله بن سعيد الحرشي .
وفيها عاث حمزة الخارجي بباذغيس فقتل عيسى بن علي من أصحابه عشرة آلاف . وفيها غدر أبو الخصيب النسائي ثانياً . وغلب على أبيورد وطوس