كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 22)

"""""" صفحة رقم 95 """"""
ونيسابور وحصر مرو . ثم انهزم عنها وعاد إلى سرخس وقوى أمره . وحج بالناس في هذه السنة منصور بن محمد بن عبد الله بن علي .
ودخلت سنة ست وثمانين ومائة .
ذكر حج هارون الرشيد وأمر كتاب العهد
في هذه السنة حج الرشيد من الأنبار ، فبدأ بالمدينة فأعطى فيها ثلاثة أعطية ، أعطى هو عطاءً ومحمد الأمين عطاءً وعبد الله المأمون عطاءً ، وسار إلى مكة فأعطى أهلها فبلغ ألف دينار وخمسين ديناراً ، وكان الرشيد قد ولى الأمين العراق والشام وإلى آخر المغرب ، وضم إلى المأمون من همذان إلى آخر المشرق ، ثم بايع لابنه القاسم بولاية العهد بعد المأمون ولقبه المؤتمن ، وضم إليه الجزيرة والثغور والعواصم ، وكان في حجر عبد الله بن صالح ، وجعل خلعه وإثباته إلى المأمون ، فلما وصل الرشيد إلى مكة ومعه أولاده والقضاة والفقهاء والقواد كتب كتاباً ، أشهد فيه على محمد الأمين ، وأشهد من حضر بالوفاء للمأمون ، وكتب كتاباً للمأمون أشهد فيه عليه بالوفاء للأمين ، وعلق الكتابين في الكعبة ، وجدد العهود عليهما في الكعبة ، فقال الناس : قد ألقى بينهم شراً وحرباً ، وخافوا عاقبة ذلك وكان ما خافوه .
وفيها سار عيسى بن ماهان من مرو إلى نسا لحرب أبي الخصيب ، فحاربه وقتله وسبى نساءه وذراريه واستقامت خراسان .
ودخلت سنة سبع وثمانين ومائة .
ذكر إيقاع الرشيد بالبرامكة وقتل جعفر بن يحيى بن خالد
في هذه السنة أوقع الرشيد بالبرامكة ونكبهم النكبة المشهورة ، وقد اختلف في سبب ذلك ، فقيل إن الرشيد كان لا يصبر عن جعفر وعن أخته عباسة بنت المهدي ، وكان يحضرهما إذا جلس للشرب ، فقال لجعفر أزوجكها ليحل لك النظر إليها ولا تقربها ، فأجابه إلى ذلك ، فبقيا على ذلك ما شاء الله ، فمالت العباسة إلى جعفر ،

الصفحة 95