كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 10)

الْإِمَارَةَ (¬١)، وَيُقْتَلَ الْخِنْزِير، وَيُكْسَرَ الصَّلِيب، وَتُوضَعَ الْجِزْيَة، وَتَكُونَ السَّجْدَةُ وَاحِدَةً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَتَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُمْلأَ الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يُمْلأُ الْإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ، وَتَكُونَ الْأَرْضُ كَمَاثُورِ (¬٢) الْوَرِقِ، يَعْنِي الْمَائِدَةَ، وَتُرْفَعَ الشَّحْنَاءُ وَالْعَدَاوَة، وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا، وَيَكُونَ الْأَسَدُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ فَحْلُهَا.
° [٢١٩٢٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ أُخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ (¬٣)، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَإِنَّ أَوْلَاهُمْ بِي عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ رَسُولٌ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ فِيكُمْ، فَاعْرِفُوهُ! رَجُلٌ مَرْبُوعُ (¬٤) الْخَلْقِ، إِلَى الْبَيَاضِ وَالْحُمْرَةِ، يَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَلَا يَقْبَلُ غَيْرَ الْإِسْلَامِ، وَتَكُونُ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيُلْقِي اللهُ فِي زَمَانِهِ الْأَمْنَ، حَتَّى يَكُونَ الْأَسَدُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئْبُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا".
• [٢١٩٢٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ،
---------------
(¬١) في (ف)، (س): "الإجارة" وهو تحريف، والمثبت من المصادر السابقة.
(¬٢) كذا في (ف)، وأوله غير واضح في (س)، والمشهور في الروايات والأحاديث الأخرى: "كفاثور"، وقد أثبتناه كما في النسخ؛ لأن شهاب الدين النويري ذكر هذا الحديث في "نهاية الأرب" (١٤/ ٢٨٤) فقال فيه: "وتكون الأرض كماثور الفضة، وقيل: كفاثور الفضة". اهـ. ولم نجد لفظة "ماثور" في المعاجم، وأما فاثور، فقال ابن قتيبة في "غريب الحديث" (١/ ٢٧٤): "فيه قولان؛ يقال: إنه خوان من فضة، ويقال: إنه جام من فضة". اهـ. والله أعلم.
° [٢١٩٢٣] [شيبة: ٣٨٦٨١].
(¬٣) لعلات: أولاد العلات الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد. (انظر: النهاية، مادة: علل).
(¬٤) بعده في (س): "القد"، والمثبت من (ف)، والقدُّ، هو: القامة، كما في "الصحاح" للجوهري (٢/ ٥٢٢، مادة: قدد)، وقد روى عبد الملك بن حبيب في "أشراط الساعة" (٤/ ١٥٢)، عن الحسن مرسلا في صفة عيسى عليه السلام: "مربوع القد والخلق"، وعند نعيم بن حماد في "الفتن" (١٦٠٨)، عن عبد الرزاق، به كالمثبت، والله أعلم.

الصفحة 413