كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 10)

لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَرَأَيْتَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَاهُم بِخَارِجِينَ مِنهَا} [المائدة: ٣٧] وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمَا (¬١) يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَآمَنَّا بِهَا قَبْلَ أَنْ تُؤْمِنَ بِهَا، وَصَدَّقْنَا بِهَا قَبْلَ أَنْ تُصَدِّقَ بِهَا، وَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولَ مَا (¬٢) أُخْبِرُكَ: "أَنَّ قَوْمًا يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ"، فَقَالَ طَلْقٌ: لَا جَرَمَ، وَاللَّهِ لَا أَجَادِلُكَ أَبَدًا.
° [٢١٩٤١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِنَّ قَوْمًا سَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ".
° [٢١٩٤٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِن لِكُل نَبِيٍّ دَعْوَةَ يَدْعُو بِهَا، وإِنَي أُرِيدُ أَنْ أَخْبَأَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
° [٢١٩٤٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا لَيْلَةَ، فَقُمْتُ أَطْلُبُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ أَجِدْه، وَوَجَدْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، فَقَالَا: مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَا: لَا نَدْرِي، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ سَمِعْنَا فِي أَعْلَى (¬٣) الْوَادِي هَدِيرًا كَهَدِيرِ (¬٤) الرَّحَى، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْنَاكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي آتِ مِنْ رَبِّى فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ (¬٥)، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ"، فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُم مِنْ أَهْلِهَا"، ثُمَّ أَتَيْنَا الْقَوْمَ
---------------
(¬١) قوله: "وأنت تزعم أن قومًا" وقع في (س): "وأنه يزعم أن أقوامًا"، والمثبت من (ف).
(¬٢) في (س): "أما"، والمثبت من (ف).
(¬٣) في (س): "أهل"، والمثبت من (ف).
(¬٤) قوله: "هديرا كهدير" كذا وقع في (ف)، (س)، وفي "لسان العرب" (٥/ ٤٢٣): "وفي الحديث: إني سمعت هزيزا كهزيز الرحى، أي صوت دورانها، والهز والهزيز في السير، تحريك الإبل في خفتها، وقد هزها السير، وهزها الحادي هزيزا، فاهتزت هي إذا تحركت في سيرها بحدائه".
(¬٥) الشفاعة: السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم. (انظر: النهاية، مادة: شفع).

الصفحة 424