كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 10)

الَّذِينَ طَعَنُوا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَرَءُوا قِرَاءَةً لَا نَقْرَأُ (¬١) مِثْلَهَا، وَصَلَّوْا صَلَاةَ لَا نُصَلِّي (¬٢) مِثْلَهَا، وَصَامُوا صِيَامًا لَا نَصُومُ (¬٣) مِثْلَه، وَقَالُوا قَوْلًا لَا نُحْسِنُ أَنْ نَقُولَ (¬٤) مِثْلَه، فَلَمَّا تَدَبَّرْتُ الصَّنِيعَ (¬٥) إِذَنْ هُمْ وَاللَّهِ (¬٦) مَا يُقَارِبُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا سَمِعْتَ حُسْنَ قَوْلِ امْرِئٍ فَقُلِ: {اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤمِنُونَ} [التوبة: ١٠٥]، وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.
• [٢٢٠٤٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ، كَانَ عَلَى صَنْعَاءَ، فَلَمَّا جَاءَهُ (¬٧) قَتْلُ عُثْمَانَ خَطَبَ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا أَفَاقَ وَاسْتَفَاقَ، قَالَ: الْيَوْمَ انْتُزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَصَارَتْ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ أَخَذَ شَيْئًا غَلَبَ عَلَيْهِ.
• [٢٢٠٤٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ، قَالَ: كُنَّا عَنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمًا، فَقَالَ: وَاللَّهِ، لأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ بِسِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، مَا هُوَ بِسِرٍّ فَأَكْتُمُكُمُوه، وَلَا عَلَانِيَةٍ فَأَخْطُبُ بِهِ، وإِنَّهُ لَمَّا وُثِبَ عَلَى عُثْمَانَ فَقُتِلَ، قُلْتُ لاِبْنِ أَبِي طَالِبٍ: اجْتَنِبْ هَذَا الْأَمْرَ فَسَتُكْفَاه، فَعَصَانِي، وَمَا أُرَاهُ يَظْفَر، وَايْمُ اللَّهِ، لَيظْهَرَنَّ عَلَيْكُمُ ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ؟ لِأَنَّ اللهَ قَالَ: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَد جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطانًا} [الإسراء: ٣٣]، وَايْمُ اللَّهِ، لَتَسِيرَنَّ فِيكُمْ قُرَيْشٌ بِسِيرَةِ فَارِسَ
---------------
(¬١) في (س): "يُقرَأ"، والمثبت من (ف).
(¬٢) في (س): "يُصلى"، والمثبت من (ف).
(¬٣) اضطرب في كتابته في (ف)، وفي (س): "يُصام"، والمثبت من المصدر السابق.
(¬٤) قوله: "لا نحسن أن نقول"، وقع في (س): "لا يحسن أن يقول"، والمثبت من (ف).
(¬٥) في (ف)، (س): "الصنع"، والمثبت من المصدر السابق.
(¬٦) قوله: "هم والله"، ليس في (ف)، (س)، والمثبت من "خلق أفعال العباد" للبخاري (١/ ٥٦)، من وجه آخر، عن ابن شهاب، به.
• [٢٢٠٤٦] [شيبة: ٣٨٢٤٤،٣٢٦٩٢،٣١١٩٠].
(¬٧) في (س): "جاء"، والمثبت من (ف).

الصفحة 457