كتاب علو الهمة

السرور ما لا مزيد عليه، ولا يستطاع التعبير عنه، فهل سُمع بمثل هذا في إكرام العلم والعلماء؟!
وفي القرن السادس عشر قامت محاولة ناجحة في عهد الخلافة العثمانية لتجميع النابغين من جميع الأمصار والقرى، وتوفر الرعاية التي جعلت كل نابغة يعطي ما عنده من فن وعلم، مما ساعد على ازدهار الدولة العثمانية حضاريًّا وعسكريًّا حتى باتت تهدد بغزو أوربا] (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "رعاية النابغين في الإسلام وعلم النفس" ص (171 - 172).
تنبيه:
(من الجدير بالذكر أن رعاية النابغين أُهملت في أوربا وأمريكا حتى بداية القرن العشرين، بسبب سوء فهم هذه المجتمعات للنابغين، ولعل سبب ذلك كان كتاب " man of Genius" أي: "الرجل العبقري"، لمؤلفه " Iambroso، وكتاب " Insanity of Genius" أي: "جنون العبقرية" لمؤلفه Nisbet، وقد نشر الكتابان في لندن ونيويورك في أواخر القرن التاسع عشر، وأثبتا فيهما العلاقة الوثيقة بين العبقرية والجنون، وقدَّما البراهن على أن النابغين مجانين.
ثم بدأت فكرة الغربيين عن النابغين تتحسن بعد أن نشر terman كتابه " The gifted children grown up" أي: "الطفل النابغة يرشد" سنة 1947، وقدم فيه البراهين على أن الأطفال الأذكياء أصحاء نفسيًّا، وجسميًّا، واجتماعيًّا، مما ساعد على تكوين "رأي عام". مع النابغين.
وحتى منتصف القرن العشرين كان الأمريكيون يعتبرون رعاية النابغين ترفًا تربويًّا، ولم يبذلوا جهودًا جادة في الكشف عنهم إلا بعد أن أطلق الروس أول مركبة فضاء سنة 1957، وشعروا بالخطر من تفوق الروس عليهم، فاتجهوا إلى رعاية النابغين، واعتبروها "مسألة حياة أو موت"، وجندوا علماء التربية وعلم النفس والاجتماع، وعقدوا المؤتمرات والندوات لتخطيط وتنظيم رعاية فئات النابغين، وتشجيعها على إظهار نبوغها في جميع المجالات، وأنشأت كل ولاية العديد من المعاهد والفصول المتخصصة في رعاية النابغين في جميع=

الصفحة 398