كتاب علو الهمة
- وقال له: "ويحك! من كتب، هذا الجواب؟ ".
- قال: "شيخ شامي من صفته كَيْتَ وكَيْتَ ... ".
- قال: "عليَّ به".
فدعوه وجعلوا يعلمونه كيف يسلِّم على شيخ الِإسلام، وأن عليه أن يشير بالتحية واضعًا يده على صدره، منحنيًّا، ثم يمشي متباطئًا حتى يقوم بين يديه ... إلى غير ذلك من هذه الأعمال الطويلة التي نسيها الشيخ، ولم يحفظ منها شيئًا.
ودخل على شيخ الإسلام، فقال له:
- "السلام عليكم ورحمة الله"، وذهب فجلس في أقرب المجالس إليه، وعجب الحاضرون من عمله، ولكن شيخ الِإسلام سُرَّ بهذه التحية الإسلامية، وأقبل عليه يسأله حتى قال له:
- "سلني حاجتك؟ ".
- قال: "إفتاء الشام وتدريس القبَّة".
- قال: "هما لك، فاغْدُ علَيَّ غدًا! ".
فلما كان من الغد ذهب إليه، فأعطاه فرمان التولية، وكيسًا فيه ألف دينار.
وعاد الشيخ إلى دمشق فركب أتانه، ودار حتى مَرَّ بدار العماديين فإذا صاحبنا على الباب، فسخر منه كما سخِر، وقال:
- "من أين يا شيخ؟ ".
- فقال الشيخ: "من هنا، من اسطنبول، أتيت بتولية الإفتاء كما أمرتني".
ثم ذهب إلى القصر فقابل الوالي بالفرمان، وسلَّم الشيخَ عمله في
الصفحة 404
424