كتاب فقه أشراط الساعة

كانت أكثر من ألفي سنة (¬1)، ومدة النصارى من ذلك ستمائة- وقيل: أقل- فتكون مدة المسلمين أكثر من ألفٍ قطعًا" (¬2).
ثم إن صاحب كتاب "عمر أمة الإسلام" يقول: "إن مدة عمر اليهود تساوي مدتي عمر النصارى والمسلمين مجتمعتين، ومدة عمر النصارى هي
¬__________
(¬1) ينبغي التنبه إلى أن هذا لا يعني أن مدة اليهود أكثر من ألفي سنة؛ لأن عمر أي أمة يكون منذ بعثة نبيها إلى بعثة النبي الذي بعده، فعمر أمة اليهود من بعثة موسى إلى بعثة عيسى عليهما السلام، وعليه فإن عمر أمة اليهود= 2000 - 600= 1400سنة.
وبما أن عمر اليهود= عمر النصارى والمسلمين معًا؛ إذًا: عمر المسلمين= عمر اليهود- عمر النصارى.
أي: 1400 - 600= 800 عامَا فقط.
وهذه النتيجة تتناقض مع زعم أن مدة المسلمين أكثر من ألف عام كما ادعى المستدل المجهول الذي نقل عنه الحافظ، وكذا مقلدُه أمين جمال الدين، الذي وقع في ورطة، وإزاء إصراره على أن الأمة في النزع الأخير، وأننا الآن في حقبة ما قبل النهاية، وجد مخرجًا يسمح له بزيادة خمسمائة سنة، وذلك في حديث: "إني لأرجو ألا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم"، فاتكأ على الزيادة الضعيفة، واستنتج أن عمر الأمة 800 مضافَا إليها خمسة مائة سنة، فيكون المجموع 800 مضافَا إليها 500= 1300 سنة.
وكان قد ظفر بقول نُسب إلى أهل النقل أنهم اتففوا على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- (أكثر) من ألفي سنة، فالتقط كلمة (أكثر)، وزعم أنها تقدر بحوالي مائة سنة.
وبهذا صار عمر أمة الإسلام 1300 سنة مضافًا إليها 100 سنة= 1400 سنة.
وبهذا يتضح افتقار "بحثه" إلى الموضوعية والمصداقية؟ لأنه خاضع لهوى النفس، مُنقاد لرغبة جامحة تلح عليه في كل سطر بأن تكون النتيجة -وبكل سبيل- أن الأمة الان تلفظ أنفاسها الأخيرة!!
(¬2) "فتح الباري" (4/ 449).

الصفحة 244