كتاب أحاديث الطائفة الظاهرة

وما هذه الدعوى العريضة التي لم يقم عليها دليل ولا برهان إلا غرور وكبر وتزكية للنفس والحزب، بل تعصب مقيت للحزب، قاتل الله التعصب ماذا يفعل بصاحبه، قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
(والقرآن يحذر من تزكية النفس، بمعنى مدحها والثناء عليها، كما قال تعالى: (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم، فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن أتقى)، وذم اليهود والنصارى الذين زكوا أنفسهم، فقال: (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم، بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا)، وذلك أنهم قالوا، كما حكى عنهم القرآن: (نحن أبناء الله وأحباؤه)، وردَّ عليهم بقوله: (بل أنتم بشر ممن خلق، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، ولله ملك السموات والأرض وما بينهما، وإليه المصير).
ولا يجوز لمن يعمل الصالحات، أن يذكرها بعد الفراغ منها، إلا تحديثاً بنعمة ربه عليه: (وأما بنعمة ربك فحدث)، أو ليرغب غيره فيقتدي به: (من سنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها)، أو دفاعاً عن نفسه أمام اتهام ألصق به وهو منه برئ، أو لغير ذلك من الأسباب الباعثة، وهذا مشروع لمن قوي باطنه في المعرفة بالله، وعدم الالتفات إلى ما سواه، وأمن على نفسه من تسلل آفتي

الصفحة 42