كتاب البيت السعيد وخلاف الزوجين

ويقّوي هذا الإيمان: الاجتهاد في الطاعة والعبادة والحرص عليها والتواصي بها بين الزوجين، تأمَّلوا قوله- صلى الله عليه وسلم: «رِحم الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلّت، فإن أبت نضح في وجهها الماء - يعني: رشَّ عليها الماء رشًَّا رفيقًا- ورحم الله امرأةً قامت من الليل فصلَّت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء» (¬1) .
إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة دنيوية مادية، ولا شهوانية بهيمية، إنها علاقة روحية كريمة، وحينما تَصِحُّ هذه العلاقة وتَصْدُق هذه الصفة، فإنها تمتد إلى الحياة الآخرة بعد الممات: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الرعد: 23]
¬_________
(¬1) حديث صحيح: رواه أحمد في "المسند" 2/ 250، 436 وأبو داود (1308) والنسائي 3/ 205 وابن ماجه (1336) . وصححه ابن خزيمة (1148) والحاكم 1/ 309 ووافقه الذهبي.

الصفحة 8