كتاب حكم القراءة على الأموات

والتمسح بها والطواف حولها وتعليق القناديل وإيقاد الشموع عليها وربط الخرق على قضبان وشريط نوافذها للتبرك والاستغاثة أو التوسل بها إلى الله تعالى.
[ومن البدع] : المنكرة شد الرحال لزيارة قبور الصالحين بالسفر إليها وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا". رواه البخاري ومسلم. وفى رواية: "وإنما يسافر إلى ثلاثة مساجد، مسجد الكعبة، ومسجدي، ومسجد إيليا". أخرجه البخاري باللفظ الأول ومسلم باللفظ الآخر ... وإيليا القدس. وقد أحي هذه السنة بعدما كادت أن تدرس الإمام ابن تيمية وسجن لأجلها، ومما يؤسف له أن الشيخ أبا زهرة فهم من كلام ابن تيمية تحريمه لزيارة القبور مطلقا، فصرح بذلك في المهرجان الذي أقيم لشيخ الإسلام بدمشق فكان مما قاله: "لابد لنا من زيارة قبر ابن تيمية، ولو كان يحرم زيارة القبور! " فهو لم يقدر أن يفرق بين تحريم شد الرحال لزيارة القبور، وبين استحباب زيارتها دون شد الرحال وهاهو ذا الإمام النووي يذكر لنا آداب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو سيد ولد آدم وصاحب الفضل العظيم على أمته، وهذه الآداب مقتبسة من السنة النبوية الصحيحة، فما أجدرها بأن تكون لنا درسا في التأدب في زيارة من هو دون مرتبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك كيلا نقع في براثن الوثنية، ونحن نظن أننا نحسن صنعا

الصفحة 34