كتاب حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقسم منهم: غلا فيه أيضا، بأن صرف له - صلى الله عليه وسلم - أنواعا من العبادة، مثل: الدعاء، والخشوع، والصلاة إلى قبره، ونحو ذلك مما هو من خالص حق الله عز وجل.
وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من ذلك، وشدد فيه، وأبدأ فيه وأعاد، بل قبل ذلك القرآن الكريم، فإن الله - سبحانه - خص الدعاء والخضوع والصلاة ونحوها من العبادات به سبحانه.
ويقول - عز وجل -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (¬1)
ويقول - سبحانه - واصفا أفضل عباده: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (¬2)
¬__________
(¬1) سورة غافر الآية 60
(¬2) سورة الأنبياء الآية 90

الصفحة 96