كتاب التبيين لأسماء المدلسين
وهم أو خطأ أو سوء تأويل فلك ان تتخيل كم الخلاف الفقهي الذي سيرتبه كل صاحب مذهب يستدل بجزء من هذه المتون المختلفة للحديث الواحد ولك أيضا أن تسرتسل في الخيال: فكم يكون حجم وشكل المسائل المتضاربة والمتناقضة وبالتالي حجم وكم الاحكام المختلفة المتضاربة في حادثة واحدة لصحابي واحد في مقام واحد.
إن التدليس في المتن يكون: إما في سياق أو في الالفاظ، أما أنواع تدليسات المتن:
1 - تدليس السياق: وهو إيراد الرواية بسياق يفيد المعنى آخر محقق للغرض من ذلك.
2 - وأما تدليس اللفظ فهو روايته بلفظ مرادف لغرض إحداث قدر من التعمية دون طمس لاصل الحكم لان أصل المعنى موجود ومن أسبابه دخول الشك في سماع أحد اللفظين واستحسان اللفظ المدلس، أو ايراد الرواية بأحد اللفظين لكونه سمعهما مع أنه سمع اللفظ الآخر بتأكيد أكثر إلا أنه لم يورده.
3 - وأما تدليس التسوية فإسقاط أحد الالفاظ من العبارة تم تسوية طرفي الحديث فيستوي المتن على المعنى المراد.
ومن أمثلة ذلك حديث عبد الله بن عمرو قال [لما نهى النبي عن ( ... ) الاسقية قيل للنبي: ليس كل الناس يجد سقاء فرخص لهم في الجر غير المزفت] .
فقد سقط من الحديث (النبيذ إلا في) وكان ينبغي أن يكون مكانها في الحديث بين القوسين ( ... ) : بين لفظي " عن " و " الاسقية " إن هذا الاسقاط أعطى حكما زائفا إذ صور أن المقصود هو النهي عن الاسقية حيث الاصل الواقع عليه النهي " النبيذ إلا في " وسوي المتن - وبرد المحذوف إلى وضعه في الحديث يصير كالآتي: [لما نهى النبي عن (النبيذ إلا في) الاسقية ... الخ] الحديث.
الصفحة 7
72