كتاب بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله
حينما قال لهم: "قولوا: لا إله إلاّ الله"فقد طلب منهم ترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، ولهذا قالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً} 1.
وقال قوم هود: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} 2.
وقال قوم صالح له: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} 3.
وقال قوم نوح له من قبل: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} 4.
هذا ما فهمه الكفّار من معنى: لا إله إلاّ الله؛ أنّه ترك لعبادة الأصنام، وإقبالٌ على عبادة الله وحده، فلهذا أَبَوا النّطق بها، لأنّه لا يجتمع مع عبادة اللات والعزّى
__________
1 سورة ص، الآية: 5.
2 سورة الأعراف، الآية: 70.
3 سورة هود، الآية: 62.
4 سورة نوح، الآية: 23.