كتاب بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله
أو يناديه ويطلب منه المدد، وغير ذلك.
نسأل الله أن يبصر المسلمين بدينهم، وأن ينصرهم على أعدائهم، ويهدي ضالهم.
تاسعا: ومن شُبههم: تعلّقهم ببعض الأحاديث التي ظنوا أنّها تصلح حجّة لهم، كالحديث الذي رواه الترمذي في جامعه1 بسنده، عن عثمان بن حنيف: أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أدع الله أن يعافيني، قال: "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خيرٌ لك" قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمد نبيّ الرّحمة، إني توجّهت به إلى ربّي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفِّعه فيَّ"، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلاّ من رواية أبي جعفر، وهو غير الخطمي".
قالوا: فهذا الحديث فيه التّوجه إلى الله وسؤاله بنبيّه صلى الله عليه وسلم.
الجواب عن ذلك: أنّ هذا الحديث إن صح فهو في غير محل النزاع، فإن هذا الأعمى إنّما طلب من النّبيّ
__________
1 سنن الترمذي كتاب الدعوات رقم الحديث "3573" باب من أدعية الإجابة.