كتاب عقيدة السلف - مقدمة أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة

والمعلق لم ينقل أَيضاً كلامه بتمامه، بل بتر، وَلَفَّق، وَيَعلم هذا مَنْ قَابَل بين النقل والكتاب المنقول منه.
والقول بالتفويض شَرٌّ من التأْويل، ومن نَسب التفويض إِلى أَنه قول السلف، وفي مقدمتهم الصحابة- رضي الله عنهم- فقد جَهِلَ مذهبهم، وَجَهَّلَهم، وكذب عليهم.
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- (1):
"إِن قول أَهل التفويض الذين يزعمون أَنهم متبعون للسنة والسلف مِن شَرِّ أَقوال أَهل البدع والِإلحاد" انتهى.
وقال السفاريني - رحمه الله تعالى- مشيراً إِلى قبح مقالة التفويض (2):
"فهذا الظن الفاسد، أَوجب تلك المقالة التي مضمونها، نبذ الإِسلام وراء الظهر، وقد كذبوا وأَفكوا على طريقة السلف، وضلوا في تصويب طريقة الخلف،
__________
(1) "العقل والنقل": (1/ 118).
(2) "مختصر شرح العقيدة": (1/ 21).

الصفحة 41