كتاب السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

النبوي، حينما يتلونهما، في أول العهد بالإسلام، ممتزجين لا تمييز بينهما.

إن معالم الأسلوب القرآني واضحة، وكلام الله، سبحانه أينما كان يتميز بصفات تجعله يسمو بمعزل من غيره، ولكن لا بد من إيجاد الفرصة الكافية لترتسم هذه المعالم في النفوس: أي لا بد من تقديم القرآن خالصًا صافيًا لا يمتزج به غيره.

لا بُدَّ من تقديمه كما أنزل في ثوبه الآلي البحت حتى تصبح المعالم معالم الإعجاز المعجز، بينة سافرة.

من أجل ذلك نهى رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن كتابة حديثه، - صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ -.

4 - على أن هذه الآيات القرآنية، في العهد المكي، وهي تشرح التوحيد: توحيد الله في الذات وتوحيد الله في الصفات، إنها وهي تشرح الهيمنة الإلهية على الكون، على العوالم: جميع العوالم، ليست: في حاجة إلى بيان أوضح أو إلى تعبير أقوى.

بل إنه لا يتأتى أن يكون هناك بيان أوضح أو تعبير أقوى.
إنها وهي تهدم الشرك، وتدك حصونه، فتقول مثلاً: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ، أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ

الصفحة 36