كتاب السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

وخاف دَرْسَ العلم وعفاءه، وقد ذكر هذا في تعليقات " البخاري "، و " الموطأ " لمالك، و " المسند " للدارمي. فقام بذك أبو بكر بن حزم، وكتبت الأحاديث والأخبار والسنن في القراطيس، وأرسلت إلى دار الخلافة بدمشق، ونسخت في الصحف والكتب، وبعث بها إلى البلاد الإسلامية وكبريات المدن يومئذٍ (¬1).

فأبو بكر هذا الذي علمتم مكانته من العلم والفضل. وكان قاضيًا بالمدينة المنورة، هو الذي اختاره عمر بن عبد العزيز لهذا العمل الجليل، لعلمه وفضله، ولأن خالته عَمْرَةُ كانت من كبريات تلميذات أم المؤمنين عائشة محفوظًا عنده، فأوعز إليه عمر بن عبد العزيز بتدوين مرويات خالته، وقد اختصها بالذكر في كتابه إليه.

ويتابع السيد الندوي حديثه فيقول: وأمر - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكتبت أحكام الزكاة وما تجب فيه، ومقادير ذلك، فكتبت مشروحة مفصلة في صفحتين، وبعث بصورة ذلك إلى أمراء البلاد وَوُلاَّتِهَا، وبقيت محفوظة في بيت أبي بكر الصديق، وأبي بكر بن عمرو بن حزم (¬2). وكان عند عمال الزكاة رسائل فيها أحكام الزكاة.

وكان لمرويات عبد الله بن عباس كراريس عدة.
¬__________
(¬1) مختصر " جامع بيان العلم وفضله " للحافظ ابن عبد البر: ص 138. طبع بمصر.
(¬2) الدارقطني: " السنن " في كتاب الزكاة 209.

الصفحة 50