كتاب السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

وذكر ابن حجر في كتابه " فتح الباري ": أن أبا هريرة جاء برجل إلى بيته وأراه أوراقًا وقال: هذه رواياتي. وقال الذي روى ذلك: «إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَكْتُوبَةً بِيَدِهِ» (¬1).

وكان أنس بن مالك - وهو معروف بكثرة الرواية - يقول لأولاده: «يَا بَنِيَّ اكْتُبُوا العِلْمَ وَقَيِّدُوهُ بِالكِتَابَةِ» (¬2).
وكان تلميذه «أبان» يكتب رواياته بين يديه (¬3).
وروي عن سلمى قالت: «رأيت عبد الله بن عباس يستملي أبا رافع خادم رَسُولِ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ما كان - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يفعل أو يقول» (¬4).

والواقدي وهو من متقدمي المُصَنِّفِينَ في السيرة النبوية يقول: «رأيت عند عبد الله بن عباس الكتاب الذي أرسله رَسُولُ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إلى المنذر بن ساوى سيد عمان مع كتب أخرى» (¬5).

وفي " تاريخ الطبري ": إن عروة بن الزبير كتب جمع ما كان في غزوة بدر مُفَصَّلاً إلى عبد الملك الخليفة الأموي (¬6).

ويقول سعيد بن جُبير التابعي: «كنت أكتب على الأقتاب
¬__________
(¬1) " فتح الباري ": 1/ 184، 185.
(¬2) " الدارمي ": ص 68.
(¬3) " الدارمي ": ص 68.
(¬4) " طبقات " ابن سعد: 2/ 2 / 123.
(¬5) " زاد المعاد ": 2/ 57.
(¬6) " تاريخ الطبري ": 1285.

الصفحة 52