كتاب السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

ما أسمعه في الليل من عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، فإذا أصبحت كتبته واضحًا» (¬1).

وكان أصحار البراء بن عازب يكتبون عنده وراياته (¬2).
وكان نافع - وقد صحب ابن عمر ثلاثين سَنَةً - يُمْلِي على الناس (¬3).

وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود أنه أخرج كتابًا وقال: «وأيم الله، هذا ما كتبته يد ابن مسعود» (¬4).

ونتابع الحديث في الموضوع على الرغم من أن الأمر أصبح واضحًا فنضيف إلى ما سبق، أَنَّ مَرْوَانَ قَدْ خَطَبَ فِي النَّاسِ فَذَكَرَ مَكَّةَ وَحُرْمَتَهَا، فَقَالَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ النَّاسُ: «وَالمَدِينَةَ حَرَمٌ حَرَّمَهَا رَسُولُ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَنَا فِي أَدِيمٍ [خَوْلاَنِيٍّ]، إِنْ شِئْتَ أَنْ نُقْرِئَكَهُ فَعَلْنَا، فَنَادَاهُ مَرْوَانُ: أَجَلْ قَدْ بَلَغَنَا ذَلِكَ» (¬5).

وأرسل الضحاك بن قيس كتابًا إلى النعمان بن بشير يسأله فيه عن السورة التي كان رَسُولُ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرؤها في صلاة الجمعة غير سورة الجمعة،
¬__________
(¬1) " الدارمي ": ص 69.
(¬2) " الدارمي ": ص 69.
(¬3) " الدارمي ": ص 69.
(¬4) " جامع بيان العلم " لابن عبد البر: ص 17.
(¬5) " مسند الإمام أحمد بن حنبل ": 4/ 141.

الصفحة 53