كتاب السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

3 - وبعض الناس دخل في الإسلام كرهًا للإسلام: دخله ليتآمر عليه، دخله ليكون في ظروف أكثر ملاءمة للتآمر عليه: فكذب على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إفسادًا للمبادئ الإسلامية الصحيحة، وتزييفًا لها.
4 - وبعض الناس استباح الكذب على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، في سبيل موعظة الآخرين وهدايتهم، ورأى أن غايته التهذيبية تبيح له ركوب هذا المركب الفاسد.

هذه هي كل أو أكثر الأسباب التي دعت إلى وضع الأحاديث والكذب على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ولكن ذلك لم يكن في السُنَّةِ بدعًا من الأمر.
فهذه الأسباب في الجملة كانت ولا تزال الأسباب لتزييف التاريخ.

إن التاريخ - منذ عرف - لم يخل من العوامل التي تحاول وضعه على غير ما كان عليه بالفعل، وتلوينه على الصورة التي يريد بعض الناس - ملوكًا أو أمراء أو زعماء على أي وضع كانوا - أن يكون عليها.

ولكن تزييفهم للتاريخ لم يمنع من ظهور الحقائق، وكذبهم على التاريخ لم يمنع من بيان الحق ومعرفة الناس له.

ولقد وضع المؤرخون المحدثون أصولاً للنقد، وعلامات للحوادث المزيفة وقواعد لمعرفة الحقيقة.

الصفحة 62