كتاب السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

فهذه إحدى تحريفات هذا المستشرق الخبيث، فأصل العبارة كما وردت في " التاريخ الكبير " للإمام البخاري: وقال ابن عقبة السَدُوسي عن وكيع: هو (أي زياد بن عبد الله) أشرف من أنْ يكذب. (¬1) اهـ.
فأنت ترى أن وكيعاً ينفي عن زياد بن عبد الله الكذب مطلقاً لا في الحديث فحسب، وأنه أشرف من أن يكذب، فحَرَّفَها هذا المستشرق اليهودي إلى أنه كان - مع شرفه في الحديث - كذوباً. وهكذا تكون أمانة هذا المستشرق!

إنَّ المستشرقين وأتباعهم من الملاحدة والمأجورين والمُقَلِّدِينَ هم الوَضَّاعُونَ في العصر الحاضر.
ولكن الله سبحانه: قد هَيَّاَ للسُنَّة تدويناً صحيحاً وتسجيلاً مُتْقَناً، ورجالاً كَرَّسُوا حياتهم لها، يدافعون عنها عصراً بعد عصر، وينشرون أريجها جيلاً بعد جيل مذيعين وشارحين، ناشرين ومُوَضِّحِينَ.

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (¬2).
¬__________
(¬1) من القسم الأول - الجزء 2 ص 329.
(¬2) [سورة العنكبوت، الآية: 69].

الصفحة 96