كتاب تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام

صيامه، وأن يصون لسانه من جميع الكلام إلا ما ظهرت مصلحته، وترجحت فائدته. ففي الصحيحين عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت» (¬1) .
وقد كان السلف الصالح رحمة الله عليهم إذا صاموا قعدوا في المساجد، وقالوا: نحتفظ صومنا ولا نغتاب أحدا، وذلك لأنه صح في الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (¬2) رواه البخاري.
وروي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والظمأ» (¬3) .
¬_________
(¬1) جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (6018) في الأدب، باب: "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يؤذ جاره". ومسلم برقم (47) في الإيمان، باب: "الحث على إكرام الجار. ." عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري برقم (6019) ومسلم برقم (48) عن أبي شُريح رضي الله عنه.
(¬2) أخرجه البخاري برقم (1903) في الصوم، باب: (من يدع قول الزور والعمل به". عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(¬3) أخرجه ابن ماجه برقم (1690) وأحمد في المسند (2 / 373، 441) والبيهقي (4 / 270) . وصححه السيوطي في الجامع الصغير، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

الصفحة 11