كتاب تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام

على أثر الصلاة بالليل في الوقاية من الفتن.
وفي قصة رؤيا ابن عمر قال: "فرأيت كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية، كطي البئر، وإذا لها قرنان يعني كقرني البئر وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر. فقال: لم ترع. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا» (¬1) .
وأخرج الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم» (¬2) .
فتلخص مما سبق أن قيام الليل:
أ) من أسباب ولاية الله ومحبته.
ب) ومن أسباب ذهاب الخوف والحزن، وتوالي البشارات
¬_________
(¬1) جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (1121، 1122) في التهجد، باب: "فضل قيام الليل". ومسلم برقم (2479) في فضائل الصحابة، باب "من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما".
(¬2) أخرجه الحاكم (1 / 308) وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي، وحسنه العراقي.

الصفحة 54