كتاب تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام

[عاشرا فضل ليلة القدر]
عاشرا: فضل ليلة القدر ليلة القدر ليلة شريفة، خصها الله بخصائص عظيمة، تنبئ عن فضلها ورفعة شأنها، منها:
1 - أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] (¬1) ففي تخصيصها بذلك تنبيه على شرفها وتنويه بفضلها، حيث أنزل الله تعالى فيها أعظم الذكر وأشرف الكتب، ففي قراءته فيها أخذ بسبب من أعظم أسباب الهدى ودواعي التقى.
2 - وصف الله تعالى بأنها مباركة، بقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] (¬2) الآية. فهي مباركة لكثرة خيرها وعظم فضلها، وجليل ما يعطي الله من قامها إيمانا واحتسابا (¬3) من الخير الكثير والأجر الوفير.
3 - إخباره تعالى عنها، بقوله: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4] (¬4) أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى صحف الكتبة
¬_________
(¬1) سورة القدر، الآية: 1.
(¬2) سورة الدخان، الآية: 3.
(¬3) لحديث: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" سبق تخريجه صفحة (28) .
(¬4) سورة الدخان، الآية: 4.

الصفحة 59