كتاب تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام

بفرضيته من العلم العام، الذي توارثته الأمة خلفا عن سلف.
ويجب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع، لقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185] (¬1) وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كما في الصحيحين وغيرهما: «صوموا لرؤيته - يعني الهلال - وأفطروا لرؤيته. . .» الحديث (¬2) .
تذكير: يجب على المسلم أن يصوم رمضان إيمانا واحتسابا، لا رياء ولا سمعة ولا مجاملة لأحد، ولا موافقة لأهله، أو متابعة لمجتمعه.
فإن الصائم لا ينال ثواب الصيام؛ ولا تجتمع له فوائده إلا إذا كان الحامل له إيمانه، بأن الله تعالى فرضه عليه رحمة منه به وإحسانا إليه، واحتسب الأجر على صيامه عند ربه، الذي وعد به الصائمين. كما في الصحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (¬3) وقد قال تعالى:
¬_________
(¬1) سورة البقرة: 185.
(¬2) أخرجه البخاري برقم (1909) في الصوم، باب: "إذا رأيتم الهلال فصوموا". ومسلم برقم (1081) في الصيام، باب: "وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال. عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(¬3) أخرجه البخاري برقم (38) في الإيمان، باب: "صوم رمضان إيمانا واحتسابا". ومسلم برقم (760) في صلاة المسافرين وقصرها، باب: "الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح" عن أبي هريرة رضي الله عنه.

الصفحة 9