كتاب خواطر حول الوهابية

والمبتدعة وأهل الأهواء منهم، وقد ذكرت هذه الإشاعات مرة بمجلس الأستاذ الأكبر الشيخ أبي الفضل الجيزاوي شيخ الأزهر في إدارة المعاهد الدينية، فاستحضرت لهم نسخًا من كتاب "الهدية السنية"، فراجعها الشيخ الأكبر، وعنده طائفة من أشهر علماء الأزهر، فاعترفوا بأن ما فيها هو عين مذهب أهل السنة والجماعة) اهـ (¬1).
يقول الشيخ رشيد: "لم يخل قرن من القرون التي كثرت فيها البدع من علماء ربانيين يجددون لهذه الأمة أمر دينها، بالدعوة والتعليم وحسن القدوة، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ... ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي من هؤلاء العدول المجددين، قام يدعو إلى تجريد التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -، وترك البدع والمعاصي، وإقامة شرائع الإسلام المتروكة، وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة ... " (¬2).
وقال الأمير شكيب أرسلان (¬3):
¬__________
(¬1) "صيانة الإنسان" هامش ص (510، 511).
(¬2) "نفس المرجع" ص (40) ط. دار التوحيد للتراث 1428 هـ.
(¬3) ولد "شكيب أرسلان" في بلدة الشويفات من مقاطعة "الشوف" التي تبعد من بيروت قرابة عشرة أميال، ومعنى "شكيب" بالفارسية: الصابر، ومعنى "أرسلان" بالفارسية والتركية: الأسد. وهو من طائفة "الدروز" اللبنانية وهم إسماعيلية فاطمية لا حَظَّ لهم في الإسلام، وقد ذكر الشيخ الشرباصي أن الأمير شكيبًا كان سنيًّا، وإن انتسب سياسيًّا أو إداريًّا إلى الدروز، وأنه =

الصفحة 105