كتاب خواطر حول الوهابية

وكذلك فعل صاحب المطبعة فرج الله زكي، فقد رمز لاسمه بالحروف (ف، ج، ز)، وأغفل إثبات اسم مطبعته، وبلد الطباعة. ومع ذلك لم يتمكنوا من توزيعه إلا عندما أخذت الدولة العثمانية بالقوانين الوضعية الأوربية، وأعلنت الدستور، وكان الدستور يقضي بحرية العقائد والأديان (¬1).
- وفي بلاد الشام أوذي الشيخ عبد القادر بن مصطفى الشهير بابن بدران الحنبلي (ت 1346 هـ) (¬2)، لما أنكر على الصوفية ما يبثونه في الناس من خرافات وسخافات، ورموه بأنه زنديق وأنه وهابي.
- وفي مكة أوذي الشيخ أبو بكر بن محمد خوقير مفتي الحنابلة (ت 1349 هـ) ونكب في أيام الشريف حسين بن علي، فحبس ثمانية عشر شهرًا، ثم نحوًا من سبعين شهرًا (أي سبع سنين وثلاثة أشهر) لمعتقده السلفي، وإنكاره على عباد القبور والأضرحة، ولم يزل مسجونًا حتى دخل الملك عبد العزيز مكة فاتحًا، وأخرجه من سجنه (¬3).
¬__________
(¬1) "الانحرافات العقدية" (1/ 233).
(¬2) "منتخبات تواريخ دمشق" ص (763)، وقد ذكر الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- أن (الوهابية) كانت تهمة مخيفة في الشام، وقال: "ولقد عوقبت مرة في المدرسة، لأنهم أمسكوني بالجرم المشهود في حلقة الشيخ عبد القادر بدران صاحب المدخل "اهـ من "ذكريات" (1/ 78).
(¬3) "الأعلام" (2/ 190).

الصفحة 52