كتاب أحكام العيدين

فيه، فَيُذكِّرُهم المذكِّرُ بآيِ ربهم وآلائه، حتى يستمروا على نقاء وصفاء، مرتبطة قلوبُ بعضهم ببعض، ثم جعل لهم يومَين في كل عام ينظرون فيهما مصالحهم العامة ومرافقهم المشتركة ويؤكدون فيهما أسباب المودة والمحبة، فجعل فيهم عيد الفطر الذي يعقب العبادة الرمضانية (1) ، وأنفسهم إذ ذاك مصفّاة، خالصة إلى الفضيلة وعمل الخير، وجعل فيهم أيضأ عيد الأضحى حيث يكون العباد حينئذ في حرم الله الآمِن، وفي ذلك البلد الطيب الذي انبعث منه نورُ النبوة، وبزغت في جَنَباته شمسُ السعادة العامة، وهم إذ ذاك العباد المخلصون الذي لا يبغون عملاً سوى ما يُقرب إلى الله عز وجل، ولا يبغون عنه حِوَلاً (2) .
__________
(1) وقد كتبت مع أخي الشيخ سليم الهلالي كتاباً في أحكام الصيام في رمضان، اسمه "صفة صوم النبي" نشر المكتبة الإسلامية، فليراجع.
(2) كتاب "أعياد الإسلام" للشيخ سليمان علي الجعبري (3- 4) مطبعة المنار سنة1350 هـ.

الصفحة 8