كتاب من أعلام أهل السنة والجماعة عبد الله بن المبارك

تأصيل ونشر منهج أهل السنة والجماعة كل غال ونفيس لديه.
ولقد كانت حياته رحمه الله كلها خدمة لهذا المنهج وتطبيقاً عملياً لمبادئ منهج أهل السنة والجماعة، وقد عبَّر عن ذلك الأسود بن سالم فيما رواه الخطيب بإسناده إليه قال: كان ابن المبارك إماماً يقتدى به وكان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلاً يغمز ابن المبارك بشيء فاتهمه على الإسلام1. أ. هـ
هكذا كان ابن المبارك وهكذا كان السلف الصالح كل حياتهم وحركاتهم وسكناتهم لدينهم الذي يدينون به لله لا مجال لغير ذلك في حياتهم، كلها وليس في حياتهم مجال لازدواج الشخصية.
وهذه نماذج من تلك الجهود التي قام بها ابن المبارك في سبيل تأصيل هذا المنهج والدعوة إليه:
أولاً: في مجال العقيدة:
ا- نظم ابن المبارك قصيدة- من عيون شعره- بيَّن فيها مجمل اعتقاده مع تضمنها الرد على أصحاب الأهواء والمبتدعة من رافضة وخوارج ومعتزلة وفلاسفة وغيرهم.
قال الذهبي: روى إسحاق بن سنين لابن المبارك قوله:
إني امرؤ ليس في ديني لغامزِهِ ... لينٌ ولستُ على الإسلام طعانا
فلا أسب أبا بكرٍ ولا عمراً ... ولن أسُبَّ معاذ الله عثمانا
__________
1 تاريخ بغداد: 10/167-168 ط. المكتبة السلفية بالمدينة.

الصفحة 14