كتاب من أعلام أهل السنة والجماعة عبد الله بن المبارك

ولا ابن عم رسول الله أشتمه ... حتى ألبس تحت التراب أكفانا
ولا الزبيرَ حَوَارىَّ الرسول ولا ... أُهْدي لطلحة شتماً غَرّ أو هانا
ولا أقول عليّ في السحاب إذن ... قد قلت والله ظُلْماً ثم عدوانا
ولا أقول بقول الجهم إنّ له ... قولاً يضارع أهلَ الشركِ أحيانا
ولا أقول تَخلّى من خليقتِهِ ... ربُّ العباد ووليّ الأمرِ شيطانا
ما قال فرعون هذا في تمرُدِهِ ... فرعون موسى ولا هامان طغيانا
الله يدفع بالسلطان مُعْضِلَةً ... عن ديننا رحمةً منه ورضوانا
لولا الأئمةُ لم تأمَنْ لنا سُبُلٌ ... وكان أضعفنا نهباً لأقوانا1
2- كان لابن المبارك رحمه الله موقف من أهل البدع والأهواء.
وهو موقف المؤمن الواعي لما يدور حوله وما يحاك من الدس والتشويه والتحريف لعقيدة هذه الأمة عقيدة أهل السنة والجماعة، لذلك نجده يوصي أحد تلاميذه فيقول: ليكن مجلسك مع المساكين وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة 2.
__________
1 سير أعلام النبلاء: 8/ 413- 414، ط. الأولى.
2 المرجع السابق: 8/ 353، ط. الأولى.

الصفحة 15