كتاب من أعلام أهل السنة والجماعة عبد الله بن المبارك

هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت لا يكذب
فلما قرأها الفضيل ذرفت عيناه، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح1.
وكان أبن المبارك فارساً شجاعاً ذا خبرة في فنون القتال والمبارزة مع حرصه أن لا يرى موقعه من القتال، كل ذلك ورعاً وحسبة لله سبحانه وتعالى.
روى الخطيب البغدادي بإسناده إلى عبدة بن سليمان المروزي قال: كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز فخرج إليه ابن المبارك فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس فكنت فيمن ازدحم إليه، فإذا هو يلثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا!! 2.
وأخرج الذهبي بإسناده إلى محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك ومعتمر بن سليمان- بطرسوس- فصاح الناس النفير، النفير ... فخرج ابن المبارك والناس، فلما اصطف الجمعان، خرج علج رومي فطلب البراز فخرج إليه رجل فشد العلج عليه فقتله ... حتى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد، فالتفت إلي ابن المبارك، فقال: يا فلان إن قتلت فافعل كذا وكذا.
__________
1 تاريخ بغداد: 0 1/ 68 1، سير أعلام النبلاء: 8/.363-364.
2 تاريخ بغداد: 10/167، ط. السلفية بالمدينة النبوية.

الصفحة 21